
ولكن بعد مدة استطعت أن أفهم بأن المرحومة جدتي أدركت أن في البشر قارة خفية اسمها "النفاق" وإن كان للمسألة نصيب من الانزياح المجازي كما أن لها حظها من الشك المنهجي، فجدتي على كونها تنتمي إلى جيل "عام الفيل" تحتكم إلى قاعدة الشك المنهجي ولا تحكم على الأشياء إلا بعد التأكد من مطابقتها لمقتضى الحال، كما أنها أدركت ومنذ ذلك التاريخ بأن جل أعمال البشر وإن كانت خيرة قد يكون منبعها النفاق والخداع وهو ما يتأكد يوما على يوم خصوصا في هذا العصر المادي الذي تحكمه الماديات والشهوات الحيوانية وأصبحت فيه الكلمة للشواذ و وأنصاف الرجال والنساء ماهم برجال وماهم بنساء بل هم أرباع المخلوقين.
فجاز بذلك تأويل مقولة جدتي ب: "أتمنى أن لا يكون عملك صادرا من سبعة وجوه"
إلى متى يمكن الاستمرار على هذا الحال؟
قلبت الموازيــــــــــــــن عسى الله أن يقلب عاليها سافلها إن لم نتب ونرجع إلى رشدنا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق