توفي "ياسين" فأين التسامح يا أهل المصباح؟

 
       أشارت القناة الثانية إلى خبر وفاة مرشد جماعة العدل والإحسان"عبد السلام ياسين" كخبر عابر فيما لا يتجاوز 14 ثانية مردفة الخبر بقولها : "جماعة العدل والإحسان الغير مرخص لها" وهذا مضمون الخبر:
   "توفي صباح اليوم عبد السلام ياسين زعيم جماعة العدل والإحسان الغير مرخص لها عن سن يناهز 87 سنة، وذلك حسب ما أعلنته الجماعة على موقعها الإلكتروني" ثم انتقلوا مباشرة إلى الأخبار المتعلقة بمحمد مرسي في مصر.
عندها راودني سؤال مؤداه:ألا تستحق شخصية أشهر من نار على علم كـ"عبد السلام ياسين" من إعلام دفع ومن والاه بل وكل المغاربة الضرائب كي يستمر سوى 14 ثانية؟
والجواب المنطقي على ما أعتقد: بلى يستحق الكثير، وطريقة نقل الخبر على قناتي القطب العمومي
- الأولى والثانية- محتشم ويثير الاستغراب وإن كان يلمح إلى محاولة رفع الحصار على الجماعة.
     نعلم أن القناة الثانية واحدة من القنوات الرسمية التي سطرت على خطوط حمراء مع الجهات المسؤولة، ونعلم ألا حول لها ولا قوة ولكن"أَشْ حْرْقْ شْطَايْطْهَا" حتى تورد الخبر أصلا، ولْتستمر في سياسة الحصار الإعلامي المعهود على الجماعة وعلى تنظيمات أخرى ذات صبغة معارضة. وإن كان الإعلام الوطني كما أسلفت حقا لكل المغاربة على اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم ما دام يقتات من جيوبهم.
طيب يمكن القول إن القناة مسيرة لا مخيرة فيما تبثه إلى متلقيها من أخبار، لكن ما زاد الطين بلة هو تخييب أفق انتظار الجميع وغياب الحضور الرسمي في جنازة الشيخ "ياسين"؛ فلا رئيس الحكومة ولا موفد من القصر حضروا تشييع جثمان الفقيد، فكانت بذلك الخلافات السياسية في قمة الهرم.
         عموما فبسماع خبر الوفاة -على اعتبار أنها أعظم مصيبة- تزول الضغائن وتخشع القلوب ويغمرها الشعور بالرأفة والرهبة. وتقديم التعزية والمواساة واجب ديني وإنساني حتى في علاقتنا بغير المسلم، وهذا بإجماع الفقهاء الذين ذهب بعضهم إلى القول بكونها سنة مؤكدة وقالوا:"وتسن تعزية المصاب بالميت" وهي سنة النبي عليه السلام قولاً وفعلاً وحالاً وإقراراً، فعن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي عليه السلام قال : "ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة " رواه ابن ماجه .
       إذا كانت التعزية حقا واجبا لأهل الميت على المسلم، فللميت حقوق أوجبها الشارع كذلك لعل أهمها تشيع جنازته، وشهود دفنه، ثم الصلاة عليه والترحم والاستغفار والدعاء له بالثبات والمغفرة، وهو ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم حيث قال: "سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يُسأل". فأين نحن من قيم الإسلام وتعاليمه السمحة يا من اتخذ المصباح المنير رمزا له قبل الانتخابات ثم أطفأه بعد نجاحه وقال للمغاربة "رزقكم عند الله"، ويسير الحكومة بعبارة إن شاء الله !!؟
                                 حسن إدريسي 14-12- 2012

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةزفرات ©2012-2013 | ، . |