اللحظة الصفر


اللحظة الصفر


      حســـن إدريـــسي

اللحظة الصفر

          حديث النهاية حديث ذو شجون، الكل ينتظر بذهول لحظة العناق الذي ستخلده عقارب الساعة الثلاث إنها اللحظة الصفر (00:00) من سنة مضت وأخرى سوف تأتي، بين سنة كانت جديدة استقبلناها  وقد غمرنا ما غمرنا من أحلام وأمنيات، فصارت بالية بأحداثها وشاخت قبل أوانها والبشرية كذلك.  سنة  كشفت كسابقتها عن زيف الخطابات المعسولة التي روج لها ساسات الدول العربية وقوادها، حيث طغت المشاعر الحيوانية المرتبطة بالنفس البهيمية التي ينتفي فيها العقل  وتتولى الأنانية القيادة -أنا ومن بعدي الطوفان-.  
       فبعد أن اشتعلت تونس  ومصر  وبعدهما اليمن وليبيا . ثارت سوريا على نجل حافظ الذي حافظ على التاريخ الدموي لأسرته تحت المراقبة التوتاليتارية للجيش والمخابرات.  إنها التراجيديا الدموية التي يعيشها الشعب السوري والتي رسخها "حافظ" بتسليم المشانق والمحارق لبشار . هذا الذي مازال ينبح كاشفا وجهه للعالم : "إذا مت ضمآناً فلا سقط القطر" 
     والجيش الذي كان يعول عليه في حماية البلاد من الأخطار الخارجية صيرها ركاما على أبنائها، فصارت بذلك جرائم النظام السوري كما قال إخوان مصر: فائقة لجرائم هولاكو ونيرون.
      سنة جديدة علها تأتي بالخلاص وتبشر بإغلاق آخر صفحة من عشيرة آل الأسد، بل وبزوال الطغاة وشياطينهم، وتنطلق البشرية بتجاوز العقرب الثالث للحظة الصفر نحو مبادئ إنسانية حقا، تجعل من الإنسان إنسانا بفطرته  التي اغتالتها المدينة والعولمة وحب السيطرة والسيادة والتغني بالسلطة.

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةزفرات ©2012-2013 | ، . |