معذرة أيها الساسة

 
 ذ. محمد بنقاسم
        معذرة أيها الساسة،الأصفياء الأنقياء،معذرة، لأننا رفعنا الصوت بالنقد من أجل وطن يتسع لكل
مواطنيه،وطن لشعب تسود فيه العدالة الاجتماعية،وطن تثوركل مكوناته حينما تهان كرامة الانسان.معذرة أيها الساسة فواقع الأشياء عنيد في وعي المواطن،فكل يوم نكتشف - ولسنا بحاجة إلى عبقرية فذة - أن برامجكم ومشاريعكم وشعاراتكم وخطاباتكم وأقوالكم ووعودكم وتخطيطاتكم كلام عابر مآله مزبلة التاريخ .معذرة، لأنكم ببساطة تفتقدون للإرادة الحقيقية والشجاعة السياسية،للارتقاء بالمواطن البسيط من حضيض واقعه الاجتماعي إلى مستوى عصره،وبالتالي، بناء وطن يتطلع لغد أفضل.
نعترف لكم أيها الساسة بقدرتكم الخارقة على تسويق الأوهام وحسن التلاعب بالكلام،فقد أبهرتنا خطاباتكم وأسكرتنا موسيقى كلماتها العذبة، فانقلب صمتنا الطويل الذي نخر عظامنا وعصر قلوبنا نقدا لاذعا في أشكال شتى اعتبرتموه تشويها وضجيجا ومحاولة لجر البلادوالعباد إلى مهاوي فوضى؛فأنتم الكل في الكل ،وما دونكم العدم.أنتم وحدكم تفكرون في استئصال الداء،أما من سبقوكم فاكتفوا بتشخيصه،هذا منطقكم الذي به تفكرون،لكنه بريئ منكم ولكن لا تشعرون.
       لكن واقع الأشياء عنيد في وعينا،لأننا لا نحتاج إلى عمق في التفكير، لنكتشف ما وراء خطاباتكم التي يشمئز منها العقل السليم.وجبنكم الذي يتبدى في قراراتكم المجهزة على المكتبسات التاريخية لشعب دبح أحراره وقتلوا وشردوا دفاعا عنها وعن حقكم وحق غيركم في الوجود والتعبير عما تعتقدون أنه حق.
        آثرتم المصالح على المبادئ،واصطففتم إلى الجانب من نهب هذا الوطن المثخن بجراحه،واعتبرتم ذلك ضرورة تقتضيها مصلحة الوطن،وهذا شر ما يضحك،فارتأينا من باب المسؤولية التاريخية أن نشرح الواضحات، فذلك لم يعد عيبا في زمن بات على كل واحد منا أن يحدد موقفه حتى يتحدد موقعه،هل مع تغييرأم ضده.هذا الذي الكل يهتف به.حتى الذي لا يدرك معناه.
ولا يؤمن بالتغيير إلا من لاتشيخ أحلامه وأفكاره،المدرك بأن الوطن وإرادة الشعب لا شيء يعلو فوقها.فالتغيير ليست كلمة تتشدق بها الألسن،أو تزين بها الخطابات والكتب المقروءة وغير المقروءة،بل هو صراع لا ينتصر فيه إلا من ينتصر له.هذا هوالتغيير في أبسط معانيه.أما التغيير الذي ينشده البعض،والذي يعتبرونه مجرد وسيلة لتحقيق مآربهم،ولا يجدون حرجا في أن يتوسلوا بكل ما من شأنه أن يساعدهم في تحقيق غاياتهم،فلا يعدو أن يكون اللاتغيير واللإصلاح بل الفساد في أقذر صوره.
      بوضوح أقول أيها الساسة،لئن صمت البعض منا إلى حين،فلأننا قلنا لا بأس لنترك الوقت الكافي لمن رأوا وقيل عنهم أنهم الأجدر بتمثيل الشعب،ولنتركهم يأخدون بأيدينا إلى مجاهل المستقبل، فهم أدرى بما يفعلون،لكن ،لما بدت تلوح في أفاقهم بوادر غياب الشجاعة السياسية ،قلنا من باب الغيرة على الوطن :لابد لكل مثقف ولكل مواطن غيور على وطنه أن يتحمل مسؤوليته التاريخية،فالتاريخ لا يرحم.

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةزفرات ©2012-2013 | ، . |