صرخة أستاذ بإغرم سعت في السطور إلى لقائي



بقلم: حسن إدريسي

صرخة زفرات الضلوع من أقصى أقاصي جبال الأطلس الصغير اهتزت لها جبال الريف فانحنت تواضعا على شموخها. صرخة تنادي وتقول: «مات الضمير، إنه جاثم في مكمنه راقد. قبروه. لكنه لم ينشر في قبره بعد. مات الضمير ولنا في الباقي العزاء».
فداك ولبيك إن للضمير سر من الأسرار ينبعث في الألسن فيطلقها، والأقلام فيجريها، والعيون فيدميها دمعا. فداك يا أخي يا بن الكرام فلن نسمح بأن يعم الظلام ويشتد الحلك.
فالضمير لا يعلو عليه سلطان قاهر ولا حكم جائر، فهو الجندي في معترك الحرب والمرشد على منبر الدعوة. فداك فالصمت يصنع المحادثات بين الأصدقاء وليس القول هو المهم ...والصديق يسمع الأغنية التي في قلب صديقه ويكملها حين لا يستطيع تذكرها ..
إذا ما اعتبرنا الهدف الأساسي نهضة المجتمع وبناء شخصية المتعلم وتكوينه التكوين الفاعل والشامل فإن هذه الصرخة تكون أكرم صوت على مسمعي إنه صوت الضمير. الصرخة التي يصرخ بها الأبي في وجه من يحاول إهانته ، يا أكرم اسم على أستاذية الأستاذ هذا الذي تضل فكرة تعليم مكارم الأخلاق تساور ضميره ليبثها في نفوس متعلميه بشعور يحب الفضيلة و ينادي لكي لا يفسد أمر الأخلاق ويضطرب حبلها.
بعين الضمير وفراسة القلب نقول لك يا أخي«عبد العزيز اليوسفي العلوي »: تحية لك من قلب مطيرة يفوح عطر شداها بالعناق الذي يرفض الذل والهوان يا أخي يا بن الكرام، ونقول (((للآخر))) « أيها الباكي وراء الغيم أعدي القراءة إني أراك أمام صوت الضمير قد لحنت واسأل التاريخ يخبرك يقينا أن لنا عزة، وأنا سنضل أوفياء لخير مثال؛ معلمينا الأوائل أرسطو سقراط أفلاطون».

اعلم يا فلان أنت يا علان أن «الأفكار عندما تولد تضايق على حرية التفكير على حساب المعنى، تنبثق أخرى لإقحامها في شرنقة اللامعنى» وهو ما يقلق العقل و الشعور – وأسطر على كلمة شعور بالتعريف- علها تبعث الروح في الإحساس من جديد فينبعث من رماده يافعا ينعم بالحياة شأن الفنيق. يا أخي عبد العزيز على نظم شاعر المجموعة رقم أربعة أقول:
كل من في جبال الأطلس والريف يحكي عن المعالي*** ولكن الدنيا مذ افترقنا في صبانا معيقة للوصالي
لا يشغلك الريش من الدجاج ولا الشوك من السمك ولا عبث لائم، فسناء نورك آبد دائم، وشموخ شخصك في عيني قائم، وعزك وطموحك من الشوائب سالم، سر على دربك إنك بالتوفيق ناعم. كبرت صداقتنا وعانقت السماء فغمرتها طمأنينة عرش الرحمان. واعلم أني أشاطر الأستاذ فريد الرأي وأقول مقولة أنهي بها خطابي:
« جميل أن نحلم وأجمل منه أن نأخذ أحلامنا محمل
الجد، وما أحوج وطنا عانى كثيرا وطويلا من جهله وتخلفه إلى رجاحة عقول شبابه أولئك
الذين يحملون الأمل الذي يشدنا إلى غدنا الأفضل. وما أتعس وطنا انتفضت كبار عقوله
تكبرا فصاروا بالنسبة لهذا الوطن صغار عقول»


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةزفرات ©2012-2013 | ، . |