المرأة بين شرنقة الهوية والحداثة-حسن إدريسي
إذن فوسائل الإعلام لم تساهم أبدا في تحرير المرأة كما نظن؛ وإنما كرست استعبادها واستغلالها أبشع استغلال. فالشركات الاستثمارية والقطاعات الصناعية تسعى جاهدة لغزو الأسواق المحلية والعالمية بالاعتماد على الإشهار والإعلانات؛ خاصة منها
المصورة. وكلها تعتمد على منتوج واحد -في أدق خصوصياته- هو المرأة. لا باعتبارها إنسانا منتجا له طاقاته الإبداعية، وله هوية وكيان مصون، بل كجسد يضفي لمسة جمالية ساحرة على المنتجات محل العرض.
هذا لا يعني أننا ضد اللمسة الجمالية، ولكن لابد من مراعاة اللمسة النفسية والاجتماعية أولا؛ مما يؤدي إلى إدراك القيمة الجمالية؛ لأن الجمال يشكل فصلا مهما من فصول الثقافة، ولا يمكن الفصل بينهما على كل حال. والجمال باعتباره قيمة حضارية يؤثر على الحياة، وطريقة العيش بمن في ذلك المعاملات. والمجتمع حسب مالك بن نبي إما أن يقوم على الدوافع الأخلاقية، وإما أن يقوم على الدوافع الجمالية. وكل اتجاه من هذين الاتجاهين يطور المجتمع بطريقة مخالفة للاتجاه الآخر؛ لأن ما يُمنع فعله في الاتجاه الأول بدافع خلقي يعمل في الاتجاه الثاني بدافع جمالي. فالمجتمع الغربي مثلا يسمح بتصوير المرأة عارية من منظور جمالي، في حين أن المجتمع الإسلامي لا يسمح بذلك من منظور أخلاقي، وهذا الأمر يستدعي تمتين العلاقة بين المبدأ الأخلاقي والذوق الجمالي حتى يكون الجمال مقيدا بالأخلاق.
وزبدة الكلام من واجبنا فضح مخططات هدم الأخلاق والأسرة التي يتم تمريرها عبر الملصقات الإشهارية والقنوات التلفزيونية، حتى تعلم الحكومات بأن الشعوب على وعي بما تحمله من فتنة تغتال إرادات الشعوب. وإدراك قيمة دور الأمومة الذي تلعبه المرأة في الأسرة المسلمة، ودورها التربوي في تكوين الأجيال. وفي مقابل ذلك عدم التقليل من شأنها فيما يمكن أن تقوم به من أدوار ومهن أخرى إلى جانب أخيها الرجل.
حتى اليوم لم نستطع التخلص من الإرث الحضاري لاضطهاد المرأة. فلا التاريخ العربي، ولا الغربي تخلص من ذلك حتى الآن على الرغم من التغييرات الكثيرة التي مست حياة المرأة، والمفاهيم والحقوق المرتبطة بها. ففي الدول الغربية أثبتت الإحصائيات أن المرأة – على ما بلغته من مظاهر التحضر- لازالت عرضة للعنف في جانبه المادي والمعنوي؛ أما في الدول العربية فوضعها إلى حدود الساعة لا زال مماثلا لوضعها التاريخي؛ حيث التشبث بالموروث الثقافي المهين.
عموما فمعدلات العنف ضد المرأة في البلدان ذات التشريع الإسلامي لا تقل عن مستوياتها في البلدان الأخرى لو عدنا قليلا إلى الحضارات القديمة؛ الصين والهند ومصر الفرعونية، وعرب شبه الجزيرة العربية في جاهليتهم؛ حيث ظلمت المرأة ظلما كبيرا فسلب الزوج ممتلكاتها، ومُنع زواجها بعد وفاته، وحرقت أو دفنت مع زوجها بعد وفاته، كما قدمت قربانا للنيل في سبيل الحصول على رضا الآلهة، بل ودفنت حية على براءتها مع عرب الجاهلية.
كل هذه الثقافات لم تكن تنظر للمرأة ككيان مستقل بكرامته وذاته؛ وإنما كآلة خادمة للرجل والأسرة أو العائلة والمجتمع، إذن فالحقوق كانت تحتكم إلى قيم مختلفة عما نعرفه اليوم، وبالتالي من الصعب مقارنة الماضي بالأسس الحالية على الرغم من كون الأمر لا يختلف كثيرا عما مضى، ذلك أن وسائل الإعلام عمقت الجراح أكثر باسم ((الحداثة)) فركزت على مركزية الجسد، واغتالت إنسانية الإنسان، ثم اتخذت ذلك المخلوق الوديع المسالم سلاحا لمحاربة القيم تارة، ووسيلة تسويقية تارة أخرى .
عموما فمعدلات العنف ضد المرأة في البلدان ذات التشريع الإسلامي لا تقل عن مستوياتها في البلدان الأخرى لو عدنا قليلا إلى الحضارات القديمة؛ الصين والهند ومصر الفرعونية، وعرب شبه الجزيرة العربية في جاهليتهم؛ حيث ظلمت المرأة ظلما كبيرا فسلب الزوج ممتلكاتها، ومُنع زواجها بعد وفاته، وحرقت أو دفنت مع زوجها بعد وفاته، كما قدمت قربانا للنيل في سبيل الحصول على رضا الآلهة، بل ودفنت حية على براءتها مع عرب الجاهلية.
كل هذه الثقافات لم تكن تنظر للمرأة ككيان مستقل بكرامته وذاته؛ وإنما كآلة خادمة للرجل والأسرة أو العائلة والمجتمع، إذن فالحقوق كانت تحتكم إلى قيم مختلفة عما نعرفه اليوم، وبالتالي من الصعب مقارنة الماضي بالأسس الحالية على الرغم من كون الأمر لا يختلف كثيرا عما مضى، ذلك أن وسائل الإعلام عمقت الجراح أكثر باسم ((الحداثة)) فركزت على مركزية الجسد، واغتالت إنسانية الإنسان، ثم اتخذت ذلك المخلوق الوديع المسالم سلاحا لمحاربة القيم تارة، ووسيلة تسويقية تارة أخرى .
إذن فوسائل الإعلام لم تساهم أبدا في تحرير المرأة كما نظن؛ وإنما كرست استعبادها واستغلالها أبشع استغلال. فالشركات الاستثمارية والقطاعات الصناعية تسعى جاهدة لغزو الأسواق المحلية والعالمية بالاعتماد على الإشهار والإعلانات؛ خاصة منها
المصورة. وكلها تعتمد على منتوج واحد -في أدق خصوصياته- هو المرأة. لا باعتبارها إنسانا منتجا له طاقاته الإبداعية، وله هوية وكيان مصون، بل كجسد يضفي لمسة جمالية ساحرة على المنتجات محل العرض.
هذا لا يعني أننا ضد اللمسة الجمالية، ولكن لابد من مراعاة اللمسة النفسية والاجتماعية أولا؛ مما يؤدي إلى إدراك القيمة الجمالية؛ لأن الجمال يشكل فصلا مهما من فصول الثقافة، ولا يمكن الفصل بينهما على كل حال. والجمال باعتباره قيمة حضارية يؤثر على الحياة، وطريقة العيش بمن في ذلك المعاملات. والمجتمع حسب مالك بن نبي إما أن يقوم على الدوافع الأخلاقية، وإما أن يقوم على الدوافع الجمالية. وكل اتجاه من هذين الاتجاهين يطور المجتمع بطريقة مخالفة للاتجاه الآخر؛ لأن ما يُمنع فعله في الاتجاه الأول بدافع خلقي يعمل في الاتجاه الثاني بدافع جمالي. فالمجتمع الغربي مثلا يسمح بتصوير المرأة عارية من منظور جمالي، في حين أن المجتمع الإسلامي لا يسمح بذلك من منظور أخلاقي، وهذا الأمر يستدعي تمتين العلاقة بين المبدأ الأخلاقي والذوق الجمالي حتى يكون الجمال مقيدا بالأخلاق.
وزبدة الكلام من واجبنا فضح مخططات هدم الأخلاق والأسرة التي يتم تمريرها عبر الملصقات الإشهارية والقنوات التلفزيونية، حتى تعلم الحكومات بأن الشعوب على وعي بما تحمله من فتنة تغتال إرادات الشعوب. وإدراك قيمة دور الأمومة الذي تلعبه المرأة في الأسرة المسلمة، ودورها التربوي في تكوين الأجيال. وفي مقابل ذلك عدم التقليل من شأنها فيما يمكن أن تقوم به من أدوار ومهن أخرى إلى جانب أخيها الرجل.
حسن إدريسي مقالة "المرأة بين شرنقة الهوية والحداثة"

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق