حوار بين طالب الفن ومطلوبه

حوار بين طالب الفن ومطلوبه
 
 ذ.عبد العزيز اليوسفي العلوي


      الشمس متربعة في سماء أرفود...أشعة عذبة ودافئة، أناس يتذكرون
لغة "حاتم الطائي" ويذكرونها، الكل
أمله الكبير أن يفيض الخير ويسود الرخاء
ضمن ميثاق تعاوني مشترك،شيوخ
مهيبة تخفي في إهاب طلعتها البهية قلوبا
تفيض رحمة وحنانا، أجداد يتحدثون
عن أحوال رأوها، وتجارب مارسوها، وذكريات
أحسوا بها، يعلقون الأمل على جيل
الأمل لصنع التاريخ وليس لتخليده،
الأفكار الواعدة للجيل الجديد تبحث عن
الحقيقة الضائعة بمصابيحها في ضوء
النهار، من طنجة إلى الكويرة أبناء بلد
واحد؛ مغرب الأحباب، مناخ تطبعه روح
الغيرة على الفن الراقي الذي يرحب بصوت
الضمير الحي، وتحركه الرغبة القوية
والإرادة الطيبة والحسنة، في وضع اليد
في اليد من أجل تشييد صرح المودة
والإخاء، نجم من زاكورة الوفية يلمع فوق
سماء الكلمة الشفافة والصادقة، مصحوبا
بآخر من أرفود، سجلماسة تعرفهم،ونجم
ذهبي آخر من دادس يساندهم،ولست أنسى
النجمة التي تبارك لهم، الوضوح منهجهم
والمسؤولية ضابطهم، الفكر الواعي
والتكوين الموازي والإبداع الراقي؛ يجعلهم
يضعون موضع اهتمام: ومضة جديدة من ومضات
التواصل بين طالب الفن ومطلوبه،
ليفوح عطر شذاها اتجاه من يستنشق المعنى،
اتجاه من يؤمن بالقيت المعرفي كما
يقول الأستاذ "البشير
التهالي"، من داخل الأدب، ومن أحد أبنائه، وعلى لسان
أحد رواده، نقول: إن معرفة الأدب ليست
غاية في ذاتها، وإنما هي إحدى السبل
الأكيدة التي تقود إلى اكتمال الإنسان.ماذا يستطيــــــع الأدب؟ القراءة العاشقة للأعمال الأدبية كفيلة
بأن تقودنا إلى الاقتراب من
معاني السؤال، ونظرا لكون العمل الأدبي
يستقي منه الإنسان لذة الفرح
الباطني، ومتع التعاطف والخيال التي
بمقدور كل الكائنات البشرية الأخرى
اقتسامها. الأدب يستطيع الكثير: يستطيع
أن يمد لنا اليد حين نكون في أعماق
الاكتئاب، يقودنا نحو الكائنات البشرية
الأخرى، يجعلنا نتواصل التواصل
الأول الذي يبدأ مع الذات، ثم نفهم
العالم فهما أفضل، يعيننا على أن نحيا،
إنه اكتشاف للقاسم المشترك بين العالم
الداخلي والعالم الخارجي، يجعلنا
نحيا تجارب فريدة، يحدث ارتجاجا للمعنى
ويحرك جهازنا التأويلي، ويرفض
اللامعنى،إذ غالبا ما يبحث الإنسان عن
مأوى يركن إليه، أجدني في هذا المقال
أستهدي بمقولة أستاذنا الفاضل، الناقد
"بنعيسى بوحمالة" الذي حدثنا فقال
:"أحيانا نجد أنفسنا بكل بساطة نشعر بعطش
إلى الأحاسيس الملتهبة، وهو شعور
أقرب مايكون إلى التطهير، لكن من وجهة
نظر تأملية خاصة، فإذا رمنا قراءة
أوديب"لسوفوكليس" أو أصغينا
إلى السمفونية التاسعة...مثلا فمعنى ذلك أننا
نتوخى معاناة الإحساس الجديد، ولا ربما
طفر الدمع من عيوننا واحترقنا بلهيب
انفعالات متعاضدة" لأقول: " مع
طالب الفن ومطلوبه حوار لاينفذ
"وإننا من داخل "مجموعة الشباب
الباحثين" لنجدد التأكيــد على وفائنا
الدائم لأساتذتنا ألأفاضل الذين تقاسموا
معنا عشقهم للمعرفة، من خلال
استحضارأحـد رموز الوفاء ألأستاذ
" البشير التهالي " باعتباره ميسما من مياسم
الوفاء والإخلاص، الذي هو ضامن رشد
الأداء، مجندين ملتزمين، حصونا منيعة
وجسور آمنة، للإسهام بالعمل المنتج الذي
هو سعي للتنمية، وأعظم بركة على
الإنسانية قاطبة.


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةزفرات ©2012-2013 | ، . |