تكرسيفت





تكرسيفت
======
مع الفجر وقبل كل طير حملت أشرف رسالة لم يكن قد حملها قبلي حمام زاجل،أبيت إلا أن أدخل في معركة غير محسوبة العواقب مع هذه الرقعة البيضاء، فجررت قلمي وأنا أعبر به تكرسيفت ،حجرا حجرا..زقاقا زقاقا ..كمن يتفحص جسد امرأة عابرة لم تعد له..بعدما كانت.. ويتخيل لياليها الماضية!
ذهابا وإيابا بقلمي... أعبرها أتشمم عبقها ...ألتحف ترابها ...ألتم أطلالها... أعانق نخيلها وأزرع عشقي أنثره على مساحاتها الواسعة من "قابو" إلى "تينفو" وما بين الجبل والوادي... وآرق... وأعرق حد الاجتفاف.
علقت بي كما لوكانت قميصي بعد ساعة من الغواية الحمقاء التي لا تعترف بالزمان أو المنطق...وبعد الارتواء لفظني خلف الوادي ... واد درعى الطويل الطويل الجافّ الجافي.. حبات رماله لم تترك وجه رجل صحراوي إلا اعتلته
وجدتني ملقا في الضفة الأخرى على كثبان رمال "بونو".
كانت زوبة ألقتني وكست واكتست بغيري وبردائي ومعطفي الأحمر ...
ألفيتني مضطرا للرحيل وسط الأعاصير والدمار،
أشجار النخيل بين الوادين حطب يحرقني ولا ظلال.. لا ظلال!
زوبعة بعد زوبعة ولا أمان...فما كانت أرفود لتظللني... وما كانت لتدفئني ..
امتدت الشجرة باسقة فشذبها المريدون..
حسن إدريسي

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةزفرات ©2012-2013 | ، . |